شهر رمضان محطة من محطات التزود
الشيخ /خالد
إخواني المسلمين، ابتداء أتوجه إلى المولى المجيب مع إطلالة هذا الشهر المبارك سائله جل في علاه أن يعيده علينا وعليكم وعلى المسلمين بالعمر المديد، والنصر الأكيد، والخير العتيد، والعيش الرغيد، كما أسأله سبحانه أن يتقبل من صيامنا وقيامنا إنه سميع مجيب.
إخواني، بالأمس القريب ودّعنا شهر رمضان واليوم نستقبله، ما أعجب عجلة الزمان؛ إنها تسير بسرعة هائلة فتطوي بدورانها الأيام والشهور والسنين؛ فيتلاشى الزمن ويمحى ويتحول –مهما طال- إلى مجرد ذكرى.. ذكرى قلما تنجو من قبضة النسيان، والكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، وعليه فإنه لا بد من لحظات للتذكر، لا بد من لحظات للتدبر، لا بد من لحظات للتفكر عملا بقوله تعالى: "الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار".
إنه لا بد لكل منا أن يخلو مع نفسه فيراجع حسابه مع ربه؛ لينظر هل هو سائر في الطريق الذي يحبه ربنا ويرضاه؟ فإن كان كذلك فليحمد الله، وليسأله الثبات والقبول، وإن كان غير ذلك فليتدارك عمره قبل فوات الأوان.
وشهر رمضان محطة من محطات التزود بالطاقة الإيمانية ففيه الحسنات مضاعفة، والذنوب مغفورة، والشياطين مصفدة، فلنفتح صفحة جديدة من حياتنا مسطرة بحروف البر والتقوى والطاعة للمولى، ولنراجع فيه حسابنا مع ربنا ومع إخواننا المسلمين المعوزين والضعفاء والمضطهدين والمعذبين.
ولا بد أن نسأل أنفسنا بصدق: هل آلمتنا جراح المسلمين ورخص دمائهم في كثير من بقاع هذا العالم؟! في فلسطين، في كشمير، في الشيشان، وفي غيرها؟ ثم إن التألم وحده لا يكفي بل لا بد من الوقوف معهم، لا بد من القيام بالواجب تجاههم، لا بد من دعمهم، لا بد من مؤازرتهم، وهذه من أحق حقوق الإخوة وأوجب واجباتها كما قال سبحانه: "إنما المؤمنون إخوة".
نسأل الله المولى القدير أن يعمق إيماننا به، ويوثق إخوتنا فيه، وأن يبلغنا
رمضان، ويرفع عن إخواننا المضطهدين الذل والهوان. إنه سميع مجيب.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين